بركات عبد الجواد الطردة
ســــــرطانُ الارض
المقالات والآراء المنشورة تعبر عن رأي صاحبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


الوجدُ والشوق والتحنانُ والهيمُ
أسفرن لي ما مضى فاستنشد القلمُ
أسرين بي في جمال الذكريات الى
عهد مضى حيث لا ليل ٌ ولا ظلمُ
قد أوقفتني على الابواب رهبتها
حييتها فاعتلا مستقبلا علمُ
غنت بلحن اللقاء فانحنيت لها
فاستقطبتني لها وشدني النغمُ
فيها النعيم وأصناف الجنان بها
والارض فيها فرات ٌ والسما ديمُ
لوزٌ وخوخٌ وجناتٌ بها عنبٌ
وزعترٌ أخضرٌ ينأى به السقمُ
وردٌ وعشبٌ وأزهارٌ تزينها
تغدوا بحرية ترعى بها الغنمُ
والطير من كل جنس حام في أفقٍ
تلك الشعاب وذي ا لبطحاء تزدحمُ
إن أشرقت في الصباح الشمسُ سافرةٍ
حاكت وشاحا لها من نورها القممُ
لما دخلتُ الحمى والقلب في شغفٍ
من السعادة يستقي وينسجمُ
وعانقتني كعاشق ٍ بها صببٌ
لا بين بينهما أو عنه تنفصمُ
تفوح يا أرض خيرات ومكرمةٍ
سحرُ الطبيعة كنزها هو النعمُ
حتى أبى شبح الدنيا ليوقظني
لهفي على ساعة كانت هي الحُلُمُ
صحاني الشبح ُ اللعين من حلمٍ
تهوي بقسوته الاحلام تنهدمُ
الحافرات ُبها داءٌ ويتبعها
في الجارفات خبيث الداء والورمُ
تمضي لتقتل في الجبال رفعتها
أنى لتلك الريودِ الشمِ تنهزمُ
أين الجنانُ التي كانت بأودية ٍ؟
قد أ ُزهقت واعتلا مكانها الطممُ
أشجارها سُحقت بالصخر قد دُفنت
كأنه ُ بُعثت في عصرنا إرمُ
لكل باسقة في كل زاويةٍ
يجثو بصمت الفناء مطبقا صنمُ
انشودة الطير ولت من صدى صخبٍ
كأنها الحرب ُ في الشعاب تحتدمُ
أين " الترابيعُ" والاشجارُ زينتها؟
هذي المحاجرُ تشتهي وتلتهمُ
ولى " لواد العزيز " سر عزته
(اسطاس)و(الشٍعبٌ)والوادي الذي قسموا
"وصفحة " حملت في الدهر ثقلكمُ
قد هلهلوا خصرها حفرا وما علموا
ويح المحاجر في يوم بمشيتنا
تاهت خطى قاصد وزلت القدمُ
يا جنة أصبحت من ظلم صاحبها
رهن المحاجر في الغداة تنصرمُ
يا أخوتي إنني والله ناصحكم
ما كنت اكتمكم ما ليس ينكتمُ
رفقا بتفوح فالجبال ُ تحملها
إن المنازل في الصخور تعتصمُ
أخشى إذا جاء يوم فيه واقعةٌ
فيه الندامة ُإذ لا ينفع ُ الندمُ
لا تجعلوا شَرَها في المال مرشدكم
فليحكم العقل ُ نعم الرشدُ والحكمُ
لن نبلغ العز في خير وفي ترفٍ
والسعي في صالح العموم منعدمُ
لا يرفع ُ الناس أموال ولا ذهبٌ
أصل ُ الغنى خلقٌ تسخو به القيمُ
هذي قضيتنا تفوح مسرحها
نحن القضاة ُ ومظلوم ٌ ومتهمُ