كلمات في ذكرى مرور 27 عاماً على استشهاد القائد فهد القواسمي (أبو خالد)

بلدية تفوح - قبل سبعة وعشرون عاما ، وفي صبيحة صباح يوم السبت 29-12-1984 وهو يهم بدخول منزله الساعة الثانية ظهراً اغتالته يد الغدر برصاصات غادرة لم تمهله ليتابع مسيرته النضالية بصدق وإخلاص، فصعقت الجماهير الفلسطينية وتفجرت ألما وحزنا للحدث الذي أصاب محافظة الخليل وكل فلسطين ، حيث حادثة اغتيال القائد الشهيد فهد القواسمي. ففي ذلك اليوم لبست محافظات الوطن والخليل مسقط رأس الشهيد أثواب الحداد والسواد والتهبت ألأرض ثورة وغضبا ردا على عملية الاغتيال الآثمة الجبانة ، وها هي ذكرى رحيله تعود إلينا مجددا لتتعانق مع الذكرى الثامنة والأربعين لحركة فتح التي انتمى إليها الشهيد وتبوأ فيها عدة مواقع قيادية وكان من قادتها البارزين.

نحن لا نرثي اليوم رجلا عاديا أو مهندساً معروفا أو حتى أحد رموز الأمة والقضية ، نقف اليوم بمشاعر عميقة لنرثي رجل بأمة ومن الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الأخ القائد الشهيد فهد القواسمي أبو خالد، الذي أفنى حياته في سبيل نصرة قضيته وإعلاء شأن شعبه وأعطى القضية الفلسطينية الكثير فالعظماء يا " أبو خالد " ثلاثة : رجل ورث المجد فولد عظيما ، ورجل هبط عليه المجد منّة من السماء، ورجل صنع المجد بيده القوية وعقله ، وأنت يا شهيدنا كنت ولا زلت أحد هؤلاء العظماء الثلاثة ، فقد صنعت المجد بشجاعة قلبك واستنارة عقلك وصرامة موقفك وصدق عطائك وتضحياتك ، والتاريخ – أيها الشهيد - بطولة لا يسطرها إلا العظماء ولا يحضن التاريخ بين كتفيه إلا أبناءه النجباء ، فتاريخ امتنا عظيم ولا يقبل إلا العظماء وما من عظماء ولا كرماء في زماننا هذا إلا إبطالنا الشهداء الذين بذلوا أرواحهم رخيصة لأجل أن تحيى أمتهم حياة عزيزة لا ذل فيها ولا مهانة ، والعظماء أمثالك ، أبا خالد ، لن يغيّبهم الموت أو يطويهم الثرى أو ينساهم التاريخ ويتناساهم الشرفاء من الناس ولا ينتهون بمآتم عزاء أو في كلمة رثاء.

كان الشهيد قوياً في مناقشاته ويدعمها بالحجج القوية ، ولا يخشى في الحق لومة لائم...
خاض القواسمي انتخابات مدينة الخليل والتي عقدت عام 1976على رأس الكتلة الوطنية والتي فازت بجميع المقاعد ، وحصل فيها أبو خالد على أعلى الأصوات ، حيث أصبح ابن الــ 37 ربيعاً رئيساً لبلدية الخليل بتاريخ 27-4-1976 .

وطيلة فترة إبعاده عن الوطن جند نفسه كسفير متجول لشرح القضية الفلسطينية للعالم ، فعقد عدة ندوات وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية التي عقدت لبحث القضية الفلسطينية.

في 22-11-1984 عقد المجلس الوطني دورته السابعة عشرة في عمان ، حيث أعلنت عضويته في المجلس وتم انتخابه عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في 29-11-1984 وارتبطت به مسؤولية رئاسة شؤون الوطن المحتل.

لك " المجد أيها الشهيد القائد فهد القواسمي " أيها الحي الخالد فينا لن يموت ... لك منا الوفاء بأن لا نخون الثوابت والعهود وسأختم مرثيتي بما قاله الشاعر ....يا نبع العطاء ومصنع الأبطال الأسود : -

هذا الفلسطينيُّ أعظمُ من تفاصيلِ الغزاةْ
هذا الفلسطينيُّ يعرفُ كيفَ يهزمُ خصمَه
هذا الفلسطينيُّ لا يرضى بأنصافِ الحلولْ